من أطرف التعاليق الّتي قرأتها عن الاستفتاء الّذي كثرت الدعوة إليه مؤخّرا أنّه يجب استفتاء الشعب إن كان يريد الاستفتاء أم لا !
وحتّى إن أريد بهذا القول مجرّد الفكاهة، فهو يكشف عن مشكلة يطرحها موضوع الاستفتاء هذا. "الشعب" لم يعبّر عن رغبته في الاستفتاء وإن كان هناك تحرّك شعبي للمطالبة بمجلس تأسيسي، فلم أسمع بأيّ تحرّك يهدف إلى الاستفتاء على صلاحيات هذا المجلس. وهذه المطالبة بالرجوع إلى الشعب (دون أن يطلب الشعب ذلك) واتهام معارضي الاستفتاء بالخوف من إرادة الشعب هي في الحقيقة تمييع لفكرة الإرادة الشعبيّة. فالاستفتاء على صلوحيات المجلس التأسيسي ومدّته يعني أنّ "الإرادة الشعبيّة" المعبّر عنها في الاستفتاء ستحدّ من الإرادة الشعبيّة المعبرّ عنها بالانتخاب الّذي يرون أنّ نتائجه قد تكون خطيرة، في حين أنّ الاستفتاء المقترح لا يمكن أن يعبّر بتاتا عن إرادة شعبيّة، وأنّ المجلس التأسيسي المنتخب ليس بالخطورة الّتي يصوّرونها.