الخميس، 8 سبتمبر 2011

الاستفتاء أو تمييع الإرادة الشعبيّة

من أطرف التعاليق الّتي قرأتها عن الاستفتاء الّذي كثرت الدعوة إليه مؤخّرا أنّه يجب استفتاء الشعب إن كان يريد الاستفتاء أم لا !

وحتّى إن أريد بهذا القول مجرّد الفكاهة، فهو يكشف عن مشكلة يطرحها موضوع الاستفتاء هذا. "الشعب" لم يعبّر عن رغبته في الاستفتاء وإن كان هناك تحرّك شعبي للمطالبة بمجلس تأسيسي، فلم أسمع بأيّ تحرّك يهدف إلى الاستفتاء على صلاحيات هذا المجلس. وهذه المطالبة بالرجوع إلى الشعب (دون أن يطلب الشعب ذلك) واتهام معارضي الاستفتاء بالخوف من إرادة الشعب هي في الحقيقة تمييع لفكرة الإرادة الشعبيّة. فالاستفتاء على صلوحيات المجلس التأسيسي ومدّته يعني أنّ "الإرادة الشعبيّة" المعبّر عنها في الاستفتاء ستحدّ من الإرادة الشعبيّة المعبرّ عنها بالانتخاب الّذي يرون أنّ نتائجه قد تكون خطيرة، في حين أنّ الاستفتاء المقترح لا يمكن أن يعبّر بتاتا عن إرادة شعبيّة، وأنّ المجلس التأسيسي المنتخب ليس بالخطورة الّتي يصوّرونها.

بقيّة المقال

الأحد، 4 سبتمبر 2011

عندما أفطرنا على هلال زحل...

ما حدث في السعوديّة يصنّف في باب المضحكات المبكيات...شهد بعض الأشخاص في إحدى المناطق برؤية الهلال، وتمّ الأخذ بشهادتهم لإعلان دخول شهر شوّال، رغم أنّ ذلك مستحيل علميّا، إذ لم يكن من الممكن رؤية الهلال لا بالعين المجرّدة ولا بالمناظير في أيّ نقطة من المملكة. ولمّا قالت الجمعيّة الفلكيّة باستحالة الرؤية، وأنّ الشهود رأوا على الأرجح كوكب زحل، معتبرة أنه سبق أن حدثت نفس المشكلة منذ سنوات وشوهد كوكب عطارد عوض الهلال، كان ردّ العلماء الشرعيين عنيفا واتّهموا الفلكيين بإثارة الفتنة، وقال عبد الله بن منيع عضو هيئة كبار العلماء: "إذا جاءنا عدلان يشهدان برؤية الهلال مساء يوم الاثنين الموافق 29 رمضان الجاري، فيجب قبول شهادتهما والعمل بمقتضاها، فقد اتفق على صحة الرؤية التوقيتان الفلكي والشرعي"، مضيفاً: "لا عبرة للقول بعدم إمكان الرؤية لما فيها من تقييد قدرة الله وفضله على من يشاء من عباده بقوة الإبصار"

بقيّة المقال