السبت، 27 أغسطس 2011

مسلسل "الحسن والحسين": الجرأة في التصوير والقصور في التصوّر

صاحبت مسلسل "الحسن والحسين" الّذي قام بإخراجه عبد الباري أبو الخير ضجّة كبيرة سبقت عرضه، وذلك بسبب تصويره لعدد من الصحابة الأجلاء وعلى رأسهم طبعا الحسن والحسين إضافة إلى بعض الصحابة المبشّرين بالجنّة، وهو ما دفع الأزهر إلى الاحتجاج عليه وكذلك بعض الهيئات الشيعيّة. ورغم ذلك، تمّ إتمام تصوير المسلسل بعد الحصول على ثلاثين فتوى (فيما قيل) تجيز ذلك.

هذه الجرأة غير المسبوقة في تجسيد الصحابة دغدغت فضولي لمشاهدة هذا العمل. ولكنّ ظنّي خاب منذ الحلقة الأولى، الّتي كشفت عن "الاتجاه العام" الدرامي للمسلسل. والحقيقة أنّني لم أعد إلى مشاهدته إلا لماما بعد ذلك ونتفا من حلقات متفرّقة، وبالتالي لا يمكنني تقديم رؤية شاملة عن كلّ تفاصيل العمل، ولكن من الممكن التعرّض إلى الانطباع الحاصل بعد "تذوّق" عدّة مشاهد منه.

نحو مجلس تأسيسي لا يؤسّس

مع اقتراب موعد انتخاب المجلس الوطني التأسيسي، بدأ عدد كبير من الأحزاب السياسيّة يعرض برامجه السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة. بعض هذه البرامج بعيد كلّ البعد عن الواقع ويبدو أشبه باصطياد ساذج لأصوات الناخبين: نسبة نموّ بـ 15% (ولا الصين في أوجه نموّها !)، تشغيل 300 ألف عاطل عن العمل في ظرف سنتين (وعد المخلوع !)، خبزة بـ 150 مليم (لأنّ المواطن همّه الخبزة قبل كلّ شيء !)...في المقابل، مازالت بقيّة الأحزاب تصوغ برامجها ووعد بعضها بالكشف عنها قريبا بعد الانتهاء من استشارة الخبراء.