الخميس، 8 سبتمبر 2011

الاستفتاء أو تمييع الإرادة الشعبيّة

من أطرف التعاليق الّتي قرأتها عن الاستفتاء الّذي كثرت الدعوة إليه مؤخّرا أنّه يجب استفتاء الشعب إن كان يريد الاستفتاء أم لا !

وحتّى إن أريد بهذا القول مجرّد الفكاهة، فهو يكشف عن مشكلة يطرحها موضوع الاستفتاء هذا. "الشعب" لم يعبّر عن رغبته في الاستفتاء وإن كان هناك تحرّك شعبي للمطالبة بمجلس تأسيسي، فلم أسمع بأيّ تحرّك يهدف إلى الاستفتاء على صلاحيات هذا المجلس. وهذه المطالبة بالرجوع إلى الشعب (دون أن يطلب الشعب ذلك) واتهام معارضي الاستفتاء بالخوف من إرادة الشعب هي في الحقيقة تمييع لفكرة الإرادة الشعبيّة. فالاستفتاء على صلوحيات المجلس التأسيسي ومدّته يعني أنّ "الإرادة الشعبيّة" المعبّر عنها في الاستفتاء ستحدّ من الإرادة الشعبيّة المعبرّ عنها بالانتخاب الّذي يرون أنّ نتائجه قد تكون خطيرة، في حين أنّ الاستفتاء المقترح لا يمكن أن يعبّر بتاتا عن إرادة شعبيّة، وأنّ المجلس التأسيسي المنتخب ليس بالخطورة الّتي يصوّرونها.

بقيّة المقال

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

أعتقد جازماأنّ هذه البلاد مازالت بعيدة كلّ البعد عن الديمقراطية و الحريّةو الشفافية فكلّ تونسي يعتقد أنّ بيده حلّ معضلة هذا البلد، فهو الوحيد الّذى يمتلك الحل و لا أحد سواه، فالحل في نظري يا سي "أبا معاذ" يكمن في غلق هذه الأبواب المهرّجة من جرائد و إذاعات و تلفزات و إعتصامات و تظاهرات و إنتقادات بيزنطية و نترك الأمر لأولياء أمرنا لأنّ حديثك هذا يا "أبا معاذ" لن يفهمه إلاّ العقلاء لكن أمّتك إفتقدت عقلها و لن بفيدها من بوجّهها فهي "داخلةفي حيط" و عند إصطدامها وبقوّة "الّكعة" ستسفيقأمتنا و ينهض شعبنا و أتمنّي أن تكون هذه "الّكعة" قريبة و مألمة حتّي يستفيق مجتمع العشرة ملايين.