الثلاثاء، 12 مارس 2019

كتاب حبيب إلى حدث


كان حبيب عهد إلى حدث توسّم فيه مخائل النجابة بعض أعماله، فقصّر ولها عنها، ولمّا رأى أنّ أمره قد اشتهر، كتب إلى حبيب يستعفيه ويذكر له كثرة مشاغله، فأرسل إليه حبيب كتابا صدّره بقول ابن الزبير: "يا له فتحا لو كان له رجال" وفيه:
أمّا بعد، فأردناك لأمر وأردت غيره. أردناك للمعالي وللقلم الأعلى ولمفاخرة الحدثان بالتعب الأسمى، وأردت الفتات البوالي، والمدح الأجوف وتصيّد المجد من طريقه الأدنى. فلا تثريب عليك، فلك من غضاضة سنّك ما يقوم لك عند الناس شافعا، وإن لم يكن عندنا كذلك، ولكنّا الملومون إذ وضعنا الشرف في غير أهله، وقدّرنا لجلائل الأمور ما تضيق به صغار النفوس، فحمّلناك من ذاك ما لا تطيق. وايم الله، لو علمت أنّي أقدر لما تركت من دقائق هذا الأمر شيئا، ولكان لي بنفسي غنى، لكنني احتجت إلى من أشركه فيه كي يتمّ فما وجدت إلّا الخذلان، وكذلك عهدنا إلى من قبلك فلم نجد له عزما، فانصرف غير محمود، لا أبا لك.

ليست هناك تعليقات: