لا يسكن الشيطان التفاصيل، بل تسكنها الحياة. ستعجز إن حاولت إن تجد من كلّ شيء تقوم به أو تنوي القيام به معنى. لا معنى لشيء في ذاته. أنت من تخلق المعنى، ولن تفعل إن كنت تبحث عنه في كلّ التفاتة. لن تخلق المعنى إلاّ إذا استغرقت في الشيء بكلّك، فلم يعد يفوتك منه تفصيل. ليكن "الشيء" حبّا تعيشه أو مهنة تزاولها أو أكلة تطبخها أو شجرة تتعهّدها. لا يهمّ. لا تلتفت إلى الوراء وتتساءل: لم أفعل ذلك؟ هذا السؤال هو بداية الضياع. إن طرحته فعلى الأرجح سيتبخّر المعنى من كلّ شيء. لا تجعل التفاصيل حجّة على الشيء فتجمع منها أعذارا تتعثّر بها فتتوقّف. اعتنق الأشياء كما هي، بجمالها وعيوبها، بأفراحها وأحزانها، بثرثرتها وبصمتها، ولا تدع السبيل لأيّ مانع يحول دون التعمّق فيها واكتناهها حتّى الثمالة، وكلّما زاد تعبك وألمك، فأنت تسير في الطريق الصحيح. يقول ثيودور روزفلت "أفضل ما تمنحه لنا الحياة التعب فيما يستحقّ التعب" لكنّه لا ترهق نفسك كثيرا في البحث عمّا يستحقّ التعب، فلن تجده، بل سيجدك...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق